ورد عن النبي الأعظم : (ص)« إِنَّمَا ابْنَتِي بَضْعَةٌ مِنِّي ، يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا ، وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا

أقسام القضايا التاريخية :

جهة من جهات التقسيم للقضايا التاريخية هو جعلها في القسمين التاليين :

الأول : القضايا التاريخية المحضة :

وهي التي لا ترتبط ببيان الدين، ولا ببيان العقائد أو الفقه أو القيم والأخلاق الإسلامية . ومن قضايا هذا القسم أن التتر احتلوا البلاد الإسلامية ، ونظير أن نابليون دخل إلى أرض مصر، فاحتلال التتر للبلاد الإسلامية هو حدث تاريخ محض ، لا يستنبط منه أي حكم ، سواء في الناحية الفقهية أو العقائدية أو الأخلاقية .

القسم الثاني : القضايا التاريخية المرتبطة ببيان الدين :

وهي القضايا والأحداث التي وقعت في الزمن المنصرم ، ولكن من خلالها نستطيع التعرف على أحكام الدين ، كالعقائد والأمور الدينية الفرعية ، وأيضاً الجوانب الأخلاقية. هذه القضايا والأحداث هي ما يرتبط بسيرة المعصومين(صلوات الله وسلامه عليهم )، فسيرتهم (صلوات الله وسلامه عليهم) رغم أنها حدثت في زمن مضى وخلا ، ولكنها تعتبر منبعاً لمعرفة أحكام الله تبارك وتعالى .

مصادر التشريع عند الشيعة :

إن مصادر التشريع عند الشيعة ( أعزّهم الله تعالى وأعلى كلمتهم ) القرآن والسنة ، ويقصد بالسنة : قول المعصوم وفعله وتقريره وإمضاؤه . وهذه الأمور الثلاثة . أحداث تاريخية لأنها وقعت في الزمن الماضي ، ولكن الله تبارك وتعالى جعل هي هذه الأحداث من مصادر أخذ الأحكام في الفقه والعقيدة ، ومن مصادر تحديد

الأخلاق التي يقرّها ويرتضيها الله تبارك وتعالى ، ومن هذا جاء الحديث النبوي الشريف ليؤكد على أهميّة سيرة المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم) وهو قول النبي الأعظم : « إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ الْآخَرِ: كِتَابُ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي ، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّىٰ يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.

فإنّ المقصود من التمسك بالعترة الطاهرة هو السير وفق هديهم المبارك ( صلوات الله وسلامه عليهم)، وهذا الهدي المبارك نأخذه من أقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم . ومن المعصومين الصديقة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليهم)، فهي (صلوات الله وسلامه عليها ) من أبرز مصاديق أهل البيت ، ففي الحديث المروي عن أُمّ المؤمنين أُم سلمة ( رضي الله عنها أنها قالت في بيتي نزلت هذه الآية إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ قالت : فأرسل رسول الله إلى علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، قالت : أم سلمة : يا رسول الله ، ما أنا من أهل البيت ؟ قال : إنك أهـلـي خـيـر ، وهؤلاء أهل بيتي ، اللهم أهلي أحق .

فإذا كانت الشهيدة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها ) من أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم)، الذين أمرنا الله تبارك وتعالى بالتمسك بـهـم ، فيكون قولها وفعلها وتقريرها مصدر من مصادر معرفة العقيديّة والفقهية والأخلاق ، وتكون سيرتها ( صلوات الله وسلامه عليها ) من القسم الثاني في القضايا التاريخية المرتبطة ببيان الدين .

ومن هذا يقول علماؤنا ( أعلى الله كلماتهم ) : إنّ ما وقع على الصديقة الشهيدة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها من أحداث بعد ارتحال أبيها النبي الأكرم ، ليست مجرد أحداث تاريخية محضة ، بل ما وقع هو منبع من منابع بيان أحكام الله تبارك وتعالى .

فئات: جدیداسئلة وردود​