( مناقشة أطروحة بعض المعاصرين )
روي عن سيدنا ومولانا سيد الساجدين (صلوات الله وسلامه عليه ) : « الْإِمَامُ مِنَّا لَا يَكُونُ إِلَّا مَعْصُوماً ، وَلَيْسَتِ الْعِصْمَةُ فِي ظَاهِرِ الْخِلْقَةِ فَيُعْرَفَ بِهَا ، وَلِذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا مَنْصُوصاً.
طرح بعض المعاصرين والمتأثرين بما كتبه بعض المثقفين الإيرانيين ، رؤية جديدة – كما يسميها – في أهم أركان التشيع ، ويمكننا تلخيص هذه الرؤية في التالي : ( إن التشيع له مراتب مختلفة ، ويمكن أن يثبت التشيع مع عدم الاعتقاد بالعصمة والنص، فيكون الإنسان شيعيّاً فيما إذا اعتقد بأن الأئمة ( صلوات الله وسلامه عليهم ) مجرد مجتهدین ، رأيهم مقدّم على رأي غيرهم من المجتهدين ، كمالك وأبي حنيفة فيما إذا وقع خلاف بين المجتهدين ) .
ويقول بخصوص النصّ على الأئمة ( صلوات الله وسلامه عليه ) ما ملخصه : ( في مسألة النصّ على الأئمة ( صلوات الله وسلامه عليهم ) نلاحظ وجود أمرين : الأمر الأول: عدم وجود دليل ورد فيه أن الإمام لا بد أن يكون منصوصاً عليه من قبل الله تبارك وتعالى . نعم ، يوجد في بعض الروايات مسألة الوصيّة ، وهي أنّ الإمام وصي الرسول الله ، أو وصيّ للإمام الذي كان قبله ، ومسألة الوصية تختلف عن مسألة النص .
الأمر الثاني : أن النص ليس أمراً واضحاً في مدرسة أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم) ، وذلك بعد أن انعدمت مفردة النصّ في هذه النصوص ، فالنص مسألة اجتهادية وليست ركناً من أركان المعتقد الشيعي .
وفي تعليقنا على هذه الرؤية المزعومة ، فإنّه لا يمكننا تفصيل النقد واستيعاب أطرافه وإعطاؤه وافر ما يستحق من خلال محاضرة في حفل عام ، ولكن من باب ما لا يدرك كله لا يترك كله نقتصر في ردّنا على هذه الرؤية بذكر بعض الملاحظات ، وذلك فيما يرتبط بما ذكره هذا المعاصر حول مسألة النصّ على الأئمة ( صلوات الله
وسلامه عليهم) ، حيث نذكر في مقام التعليق على كلامه ملاحظات ثلاث :
تعليقات