إنّ المتسالم عليه في مدرسة أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم)، أنّ
الإمامة لا تكون إلا بجعل من الله تبارك وتعالى ، وما يجب الاعتقاد بـه هـو مسألة الجعل والتنصيب والتعين من قبل الله تبارك وتعالى ، أو من قبل الحجة التي جعلها الله سبحانه على عباده .
أما كيفية التعرّف على هذا الجعل والتعيّن ، فيمكن الوصول إليه من خلال طرق
وهي :
الطريق الأول : التنصيص :
وهو الإخبار عن جعل الله تبارك وتعالى. فإذا قال رسول الله : : «مَنْ كُنتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ، فالرسول الأكرم (ص) ينص على جعل أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه ) إماماً ، ومعنى أنه ينص أي يخبر عن جعل أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه ) إماماً .
الطريق الثاني : الإعجاز :
فإذا ادعى شخص أنه إمام، وقدّم لنا معجزة على دعواه ، فالمعجزة دليل على صدقه .
الطريق الثالث : الأفضلية بين الأمة :
وهو قيام الدليل على أن شخصاً في زمان ما هو أفضل الأمة ، حيث يكون هو الأعلم والأكمل والأقرب الله تبارك وتعالى .
وسبب بيان هذا الطريق – الأفضلية – على إمامته هو ضرورة وجود إمام في كل زمان ، « مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ إِمَامٌ ، فَمِيتَتُهُ مِيتَةً جَاهِلِيَّة ، وثبوت أن الإمام لا بد أن يكون أفضل الأمة ، وأكثرها هداية ، وأكثرها قرباً من الله تبارك وتعالى ، فإن وظيفة الإمام هي الهداية والتكميل ، ولا يمكن أن يُكمل الإنسان من هو أكمل منه ، ولا يمكنه أن يحقق الهداية لمن هو أهدى منه ، أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمْ مَن لَا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ، فهناك تسالم ووضوح في مدرسة أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم ) على أن الإمامة ـ بمعنى الرئاسة والنيابة عن رسول الله ـ لا تكون إلا بجعل وتعيين ، وهي من عقائد الشيعة ، أما التنصيص – الطريق الأول – فما هو إلا كاشف وطريق عن ثبوت الجعل الإلهيوالتعيين الرباني من لدن الله تبارك وتعالى.
وعلى هذا لا بد أن نلاحظ أن مراد المتكلم هل مجرد عدم لزوم التنصيص
أو عدم لزوم الجعل ، ومراده كما يظهر من تتبع كلماته الثاني ، ولكن عدم تمييزه بين الجعل وطريق معرفته أوقعه في سواء البيان .
تعليقات